أخر الأخبار

الكائنات الانتخابية، عليها أن تنسحب من المشهد السياسي في هدوء، دون ضجيج ولا صراخ.

كتب/ابراهيم أوفقير

الفساد الذي استشرى بشكل مهول في أوساط المنتخبين بات يشكل تهديدًا للاستقرار السياسي والتنمية الاجتماعية ببلادنا. لقد عايشنا منتخبين تحولوا مباشرة عند تحملهم المسؤولية إلى رجال أعمال كبار، بعدما كانوا يمارسون بعض المهن البسيطة، بل منهم من كانت الزكاة جائزة في حقه، وكان يجد بالكاد ما يسد به رمقه…

مستغلين سلطاتهم لتكريس مصالحهم الشخصية، فضلًا عن تسجيل عقارات وأملاك بأسماء أقاربهم لتجنب المحاسبة، في غياب قانون الإثراء غير المشروع. هذا الوضع أضعف الثقة الشعبية في المؤسسات وأضر بسمعة العمل السياسي.

فعلاً، هذه الكائنات الانتخابية التي لازمتنا لسنوات خلت مستعدة لكل شيء إلا الدفاع عن مصالح المواطنين. هذه الكائنات التي عاثت في الأرض فسادًا، حان الوقت أن تنسحب بهدوء، دون ضجيج ولا صراخ، لأنه لا مكان للمفسدين وسُرّاق المال العام وتجار المحرمات في الاستحقاقات المقبلة.

خطاب العرش الأخير شدّد بشكل واضح على ضرورة مكافحة هذه الظواهر اللاديمقراطية، داعيًا الأحزاب السياسية إلى تحمل مسؤولياتها في اختيار نخب كفؤة وشابة، وقطع الطريق على تجار الانتخابات وغير النزيهين. التعليمات الملكية ليست مجرد توصيات، بل إعلان صارم بأن الفساد لن يمر بعد الآن، وأن الشعب المغربي يستحق مؤسسات شفافة تعبر عن إرادته الحقيقية بحرية ومصداقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى