كمال الرعيدي.. بين وفاء النخلة وإغراءات التغيير السياسي

يُعد كمال الرعيدي، المستشار الجماعي بجماعة القنيطرة عن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، المعروف بـ”حزب النخلة”، من أبرز الأسماء السياسية التي برزت في الساحة المحلية خلال السنوات الأخيرة. فقد استطاع بفضل حضوره الميداني ومواقفه الثابتة في الدفاع عن قضايا السلاليين أن يرسخ مكانته كصوت قوي يمثل تطلعات الساكنة، خاصة في منطقة الساكتية، مسقط رأسه في عين السبع – دوار المخاليف.
شعبية متنامية وإغراءات حزبية
مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خصوصاً التشريعيات المقررة سنة 2026، بدأت تروج أنباء عن محاولات مكثفة من قبل أحزاب منافسة لاستقطاب الرعيدي. ويبدو أن شعبيته الواسعة في الأوساط المحلية، إلى جانب حضوره المؤثر في ملفات حساسة، جعلته ورقة انتخابية رابحة تسعى عدة أحزاب إلى ضمها لصفوفها لتعزيز حظوظها في المنافسة.
هذه التحركات تكشف عن سباق حزبي مبكر نحو كسب وجوه سياسية وازنة، في وقت تعيش فيه الساحة القنيطرية دينامية لافتة تعيد رسم توازنات المشهد الانتخابي قبل موعد الحسم.
انسجام أم بداية القطيعة؟
رغم هذه المعطيات، تؤكد مصادر مطلعة أن علاقة كمال الرعيدي بحزب النخلة ما زالت متينة، حيث يُعرف بانسجامه مع الفريق الحزبي داخل المجلس الجماعي، فضلاً عن تعاونه المستمر مع قيادات الحزب، بما في ذلك وكيل اللائحة في الاستحقاقات السابقة. هذا الانسجام يوحي بأن خيار الاستمرار داخل الحزب ما زال وارداً بقوة، على الأقل في الوقت الراهن.
لكن، ومع تزايد الضغوط والاتصالات من أطراف سياسية أخرى، يظل السؤال مطروحاً:
هل سيختار الرعيدي الوفاء لحزب النخلة، أم سيفتح صفحة جديدة في مساره السياسي من خلال الانتقال إلى حزب آخر ينسجم مع طموحاته وتوجهاته؟
محطة مفصلية في المسار السياسي
الرعيدي ليس مجرد مستشار جماعي، بل أصبح رمزاً محلياً يحظى بثقة الساكنة، بفضل مواقفه الداعمة لحقوق السلاليين وسعيه المستمر لحل مشاكل المنطقة. لذلك، فإن أي قرار سيتخذه في المرحلة المقبلة لن يكون عادياً، بل سيشكل تحولاً مهماً في المشهد السياسي القنيطري.
ويبقى التحدي الأكبر أمام قيادة حزب النخلة، وفي مقدمتها الأمين العام عبد الصمد عرشان، هو كيفية الحفاظ على شخصية من حجم كمال الرعيدي داخل صفوف الحزب، في ظل سباق حزبي محموم على استقطاب الكفاءات السياسية المؤثرة.
الأيام المقبلة وحدها ستكشف ما إذا كان الرعيدي سيواصل رحلته تحت ظل النخلة، أم سيختار طريقاً جديداً قد يُشعل معركة انتخابية حامية الوطيس.