تأثير الطاعون والترجمة من العربية.. هكذا تشكلت النخبة الأوروبية


عبد الرحمن مظهر الهلّوش-القامشلي
كانت النخبة الأوروبية في القرن الـ 14 لا تزال تخضع لسلطة الكنيسة ولم يكن بإمكانها أن تتحرك خارج منظومتها المعرفية، غير أن حدَثين مهمين أسهما في تحررها من السلطة الكنسية، وهما صدمة وباء الطاعون في القرن الـ 14، وسقوط القسطنطينية في يد العثمانيين منتصف القرن الـ 15
وفي كتابه “نشوء النخبة الأوروبية 1400- 1920” الصادر عن دار الثقافة للنشر والتوزيع، يرصد الكاتب والمفكر اللبناني وليد نويهض تلك اللحظة التي بدأت في القرن 15، ونمت تصاعديا بعد تغيير خطوط التجارة القديمة (طريق الحرير) وعبور السفن المحيطات
يتتبع نويهض مسارات النخبة الأوروبية من خلال ما سمّاه الكتاب “تعانق العمران مع المعرفة”، ما أدى إلى تشقق السلطة الكنسية في القرن الـ 16 وظهور حالات من التمرد
دور النخبة بالتغيير
وفي مقدمة الكتاب عرّف المؤلف النخبة بأنها شريحة تتشكّل من روافد متخالفة في تكوينها الثقافي وأصولها الاجتماعية، فهي عادة أقلّية تنتقى من مجموعات أهليّة (طوائف، ومذاهب، وطبقات، وأعراق، وأديان)، فالنخبة ليست طبقة ولا كتلة حزبيّة وإنّما هيئة عليا غير منسجمة في الوعي والتفكير تقوم بدور الموجّه أو المؤثّر على الرأي العام
يقول المؤلف للجزيرة نت إن النخبة لا تعني المثقف أو المفكر أو الفيلسوف فقط وإنما تشمل شريحة واسعة من الأطباء والمهندسين والمخترعين والمكتشفين والبيروقراطيين وتلك الطبقة من الموظفين في أجهزة الدولة التي باتت قوة منافسة لأجهزة الكنيسة في فترة صعودها وشريحتها التقليدية.
ويرى نويهض أنه منذ النصف الثاني من القرن الـ 15 شهدت القارة نقطة تحوّل استثنائية في وعي النخبة الأوروبية، إذ تولدت في هذه الحقبة الانتقالية مجموعة عقول سيكون لها شأن في مطلع القرن الـ 16.
وفي هذه المرحلة ولد ليوناردو دافنشي في عام 1452، ونيكولو ماكيافيلي في عام 1469، ونيكولاس كوبرنيكس في عام 1473، ولويس فيغيس في عام 1492. ويؤكد المؤلف أنّ شريحة من هذه النخبة عملت على تحديث آلات اكتشاف النجوم في عالم الفلك لتسهيل مهمات السفن والملاحة البحرية
salam